حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من خطر ما تروج له إسرائيل من كون إيران تمثل الخطر في المنطقة وليس الاحتلال الإسرائيلي. وأكد في تصريحات على هامش مشاركته في المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط الذي افتتح أعماله في البحر الميت الجمعة أن الخطر الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عريقات في تصريح للجزيرة نت "هناك خط في إسرائيل يقول إن إيران هي الخطر على هذه المنطقة"، وتابع "هذا كلام سخيف ومردود وغير مقبول، الذي يشكل الخطر على هذه المنطقة هو الاحتلال الإسرائيلي".
وحث المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي على تنفيذ نصوص خريطة الطريق التي نصت على أن شرط نجاح عملية السلام هو انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967. ولفت عريقات إلى أن "الإسرائيليين يبحثون دائما عن ذرائع يريدون من خلالها إلهاء العرب والمسلمين".
وقال "إيران دولة إقليمية وهناك حوار عربي إيراني وهذه المنطقة لا تحتمل المزيد من الحروب وما حدث في العراق وأفغانستان والنتائج التي نعيشها الآن والتدهور الحاصل في منطقتنا سببه هذه الحروب".
وردا على سؤال للجزيرة نت حول تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن هناك توافقا غير مسبوق على اعتبار الملف الإيراني أولوية في المنطقة، قال عريقات "أنا لا أعرف عن أي عرب يتحدثون، أنا أعرف أن جميع العرب أجمعوا في قمة الدوحة على الدعوة لضرورة تنفيذ مقررات القمة العربية".
" صائب عريقات |
وحول المشاركة الفلسطينية في المؤتمر المقام بالبحر الميت، قال عريقات "السؤال هو ما الذي يفعله فلسطيني تحت الاحتلال في ظل مؤتمر كهذا"، وتابع "إذا كان العالم يبحث عن السلام والاستقرار والازدهار الاقتصادي والاستثمار في هذه المنطقة فرسالتنا لهذه المؤتمرات هي كيف يمكن التخطيط لهذه الأمور بمعزل عن تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر عريقات أن الاحتلال يشكل بوابة عدم الاستقرار والدمار في المنطقة، وقال "على الذين يبحثون عن الاستقرار أن يعملوا على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وحول عدم جدية المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل، قال عريقات "علينا نحن العرب أن نسأل أنفسنا بدل أن نطلب من العالم أن يتحمل مسؤولياته، هل تحملنا مسؤولياتنا؟ هل تحدثنا مع الغرب بلغة المصالح التي لم يفهم سواها في أي يوم من الأيام؟ لماذا لم نتحدث مع الولايات المتحدة بلغة المصالح التي لا تفهم ولن تفهم سواها قبل أن نتوجه للمجتمع الدولي؟".
وقال المسؤول الفلسطيني عن الحوار الفلسطيني الداخلي الذي سينطلق السبت في العاصمة المصرية بين حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "علينا مساعدة أنفسنا قبل أن نطلب من أي أحد مساعدتنا (...) هذا الانقلاب الحاصل هو أخطر ما يواجه قضيتنا منذ عام 1967".
" " صائب عريقات |
وقال عريقات إن أي طرف فلسطيني "لم يطلب من حركة (المقاومة الإسلامية) حماس الاعتراف بإسرائيل أو نبذ أي من أولوياتها، هذا غير مطلوب من حماس، هذا مطلوب من الحكومة".
وتابع "فليسألوا الإمام الخميني عندما جاء إلى الحكم في إيران حيث غير اسم جمهوريته ودستورها وكل شيء فيها، لكن الإمام الخميني قال إن إيران ملتزمة بما على إيران من التزامات دولية".
واعتبر عريقات أن الاتفاق بات مطلوبا بين الفصائل الفلسطينية لإعمار قطاع غزة، وقال "المطلوب أن نتفق لإعمار القطاع الذي من المخجل لنا أننا لم نستطع أن نضع حجرا واحدا في إعادة إعماره".
وأضاف كبير المفاوضين "الأمر الثاني هو إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، فعندما تكون هناك خلافات في المجتمع الواحد الذي يدعي الديمقراطية فهو لا يلجأ لحل هذه الخلافات عبر الانقلابات وإنما عبر اللجوء لصناديق الاقتراع"، على حد قول المسؤول الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق