عرفت حركة فتح عدة أجنحة عسكرية في تاريخها الطويل، منها العاصفة وكانت الجناح العسكري لحركة فتح وبقيادة ياسر عرفات وأبو يوسف النجار وأبو علي إياد وأبو صبري وأبو ماهر غنيم وغيرهم. ومع الانتفاضة الأولى برزت عدة مجموعات عسكرية مثل الفهد الأسود والصقور والجيش الشعبي، وفي السياق نفسه أخيراً كانت كتائب شهداء الأقصى.
كتائب الأقصى والانتفاضة
انطلقت شرارة انتفاضة الأقصى والقدس بعد زيارة أرييل شارون لباحات حرم الأقصى، ومعها كانت انطلاقة كتائب شهداء الأقصى بوحداتها المختلفة في مختلف أنحاء فلسطين. وتميزت عمليات الكتائب عند انطلاقتها بانتقاء أهداف محددة وضرب القوات الإسرائيلية والمستوطنين عند الطرق الالتفافية في غزة والقطاع وفق إستراتيجية اعتمدتها منظمة التحرير الفلسطينية فتح على ما يبدو. ولكن من الملاحظ أن الكتائب لا تلتزم دائماً بالسياسات المعلنة لحركة فتح، إذ تستهدف المدنيين الإسرائيليين بالقنابل البشرية أحياناً وفي العمق الإسرائيلي، إلا أنه من الملاحظ أيضاً أن هذه العمليات كانت تأتي عند اشتداد العنف الإسرائيلي، مما يشير إلى أنها تسير وفق سياسة ردعية فقط.
العلاقة مع فتح
أدانت السلطة الفلسطينية وعلى رأسها أبو عمار فضلاً عن بعض قيادات فتح العمليات التي تستهدف المدنيين وحتى تلك التي قامت بها كتائب الأقصى، مما أعطى انطباعاً عن وجود اختلافات داخل فتح في الموقف تجاه كتائب الأقصى. وما زالت علاقة فتح -التي تعتبر طرفا أساسيا في اتفاق أوسلو- مع الكتائب ملتبسة، وما زالت تصريحات قادة فتح أنفسهم تختلف إزاء هذه العلاقة. وكان قد تردد أن البرغوثي هو قائد الكتائب وهو ما ينفيه البرغوثي الذي لا يزال قيد الاعتقال في السجون الإسرائيلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق