بويل بهرت العالم بصوت ساحر
لندن - أ ف ب
كانت سوزان بويل قبل أسابيع عانسا عاطلة عن العمل، تقيم في شقة في مجمع للمساكن الشعبية، غير أن هذه الاسكتلندية صاحبة الصوت الملائكي التي يرجح فوزها غدا السبت 30-5-2009 في نهائيات مسابقة تلفزيونية لاكتشاف المواهب، صارت نجمة في العالم بأسره.بدأت سوزان بويل (48 عاما) رحلتها إلى النجومية لحظة أن راحت تغني في الحادي عشر من أبريل/نيسان الماضي أغنية من المسرحية الغنائية "البؤساء" في تصفيات برنامج "بريتنز غود تالنت" (مواهب بريطانيا)، مسابقة المواهب التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وتعرض على شبكة "إي تي في" البريطانية.وافتتن أعضاء لجنة التحكيم المتشددين عادة بأداء بويل، واكتشفوا أن هذه الاسكتلندية القبيحة صاحبة الحاجبين الكثيفين والشعر الكستنائي الأشعث الذي يخطه الشيب، صاحبة صوت ملائكي.
وبسرعة فائقة جال أداء سوزين في العالم بفضل "يو تيوب". وتمت مشاهدة التسجيل المصور لمشاركتها أكثر من مائة مليون مرة، لتصير الحدث على مختلف وسائل الإعلام، بدءا من الولايات المتحدة، مرورا بالصين واليابان ووصولا إلى أستراليا.تعرّف الجمهور إلى صوت "سوبرانو" تملكه امرأة تقتصر تجربتها العملية على مشاركتها في جوقة الكنيسة وسهرات الحانات.وما لبث المشاهير أن انضموا إلى "نادي المعجبين" ببويل، بينهم الممثلة ديمي مور ومواطنها مغني الروك جون بون جوفي.وقال بيرس مورغان أحد أعضاء لجنة تحكيم البرنامج البريطاني الشهر الماضي إن "العالم كله مفتون بها. نجحت في ذلك على الأقل" مستبقا في ذلك احتمال خسارتها في نهائيات البرنامج غدا السبت.غير أن خسارتها المسابقة لا يعني أنها لم تحقق من الآن حلما من قصص الخيال.ولدت بويل في اسكتلندا في عام 1961 في ظل عائلة من المهاجرين الأيرلنديين، وعمل والدها مفرغا للبضائع، في حين كانت والدتها ناسخة على الآلة الكاتبة. وكادت سوزان لا ترى النور في كنف عائلة تتألف من 11 ولدا.أنجبتها أمها في سن السابعة والأربعين، وكانت ولادتها عسيرة، ذلك أن الأكسجين انقطع عن الطفلة لبرهة قصيرة.وفي المدرسة، يتردد أن سوزان عانت مشاكل في التعلم، وكانت تلقب "سوزي الساذجة" ولطالما كانت ضحية رفاقها خلال فترات الاستراحة في الملعب.تخلت سوزان عن الدراسة دون أن تنال شهادة، وعملت طباخة خلال ستة شهور، وهذا النشاط الوحيد الذي امتهنته على مر حياتها.وفي أعقاب وفاة والدها في التسعينيات، تولت الاهتمام بوالدتها التي توفيت بدورها في عام 2007، لتعيش وحيدة في الشقة العائلية في صحبة قطها، وهو رفيقها الوحيد.وقالت سوزان إن رجلا لم يقبلها قط، وإن شغفها الوحيد هو الغناء. وحلمت أن تمتهنه، غير أنها لم تتخط يوما حدود المهرجانات المحلية في اسكتلندا، مسقطها.وبدت مشاركتها في تصفيات "بريتانز غوت تالنت" وكأنه محكوم عليها بالفشل. غير أن "الملاك الأشقر" كما لقبت بسرعة، أسكتت معارضيها ما إن شرعت تغني.ومذاك لم تفارقها النجومية. ظهرت في برنامج أوبرا وينفري الأمريكي، وورد اسمها في برنامجي الرسوم المتحركة "سيمبسونز" و"ساوث بارك".غير أن "سندريلا برامج المواهب" تريد إبقاء قدميها على الأرض. وقد تساءلت قبل وقت وجيز ضمن برنامج لاري كينغ "لماذا يجب أن أتغير" قبل أن تلجأ إلى حسها الفكاهي لتضيف "على الأرجح لن أبقى عازبة طويلا".ويحصل الفائز بمسابقة "بريتانز غوت تالنت" السبت على شيك بقيمة مائة ألف جنيه إسترليني (أي ما يعادل 115 ألف يورو) على أن يغني في عرض تحضره الملكة إليزابيث الثانية. غير أنه بغض النظر عن فوز سوزان السبت أم لا، واستنادا إلى الصحافة، من المرجح أن توقع بويل عقدا بمبالغ خيالية مع إحدى شركات الاسطوانات، فضلا عن إمكان أن تشارك في مسرحية موسيقية تعرض في "ويست آند"، وسط مدينة لندن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق